إيقاف الاشتباكات في القامشلي بوساطة روسية

القامشلي – نورث برس

قال مصدر محلي مطلع، الخميس، إن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) توصلت إلى تفاهم مع الحكومة السورية لإيقاف الاشتباكات في القامشلي، بعد يومين من الصدام في المدينة.

وقال المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، إن اجتماعاً عقد في مطار القامشلي، بين ممثلين عن الأسايش ومسؤولين حكوميين بينهم مسؤول الفوج 54 التابع للقوات الحكومية، بحضور مسؤول من الشرطة العسكرية الروسية.

وتوصل الطرفان إلى تفاهم يفضي إلى إيقاف الاشتباكات في المدينة، واحتفاظ الأسايش بالمواقع التي سيطرت عليها خلال 48 ساعة الماضية.

ومنذ الثلاثاء الماضي، شهدت المدينة اشتباكات بين الأسايش ومسلحين من مجموعات “الدفاع الوطني” الموالية لحكومة دمشق، واستمرت حتى وقت متأخر من ليل الأربعاء.

وقالت الأسايش في بيان، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، إن “أحد عناصر الدفاع الوطني أطلق النار على حاجز لقواتنا عند دوار الوحدة بمدينة القامشلي، وأسفر ذلك عن استشهاد احد أعضائنا”، بحسب البيان.

في وقت متأخر من الأربعاء، سيطرت الأسايش على مقر للدفاع الوطني يعرف باسم “مفرزة ليلو”، بالإضافة إلى مواقع أمنية داخل حي الطي، جنوبي القامشلي.

وطوال يومين من التوتر في المدينة، لم يصدر أي تعليق حكومي رسمي حول الاشتباكات الدامية، حتى إن الإعلام الرسمي الحكومي لم يتطرق إليها.

وفر عشرات المدنيين من حي الطي، نتيجة للمعارك، وأمنت الأسايش وصولهم إلى أحياء هادئة خاضعة لسيطرتها.

وتوعد الوفد الحكومي بمحاسبة مسؤولين اثنين من قيادات “الدفاع الوطني” ممن “تسببا في نشوب هذه الاشتباكات، وذلك بضمانة روسية”، وفقاً للمصدر.

ومنذ العام 2012، تدير الإدارة الذاتية مناطق الجزيرة ومناطق أخرى شمال وشرقي سوريا عقب طرد قوات الحكومة السورية من قبل مسلحين معارضين وتنظيمات متشددة .

وتقتصر سيطرة القوات الحكومية في الجزيرة على مساحة صغيرة داخل مدينتي الحسكة والقامشلي (المربعين الأمنيين) بالإضافة لعدة قرى جنوب القامشلي.

ويعد حي الطي في الجهة الجنوبية لمدينة القامشلي والخاضع لسيطرة قوات الحكومة معقلاً رئيسياً لمجموعات الدفاع الوطني التي يتهمها سياسيون ووجهاء في المنطقة ومسؤولون في الإدارة الذاتية بمحاولة إثارة فتن بطلب من الحكومة.

ونهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، شهدت مدينة الحسكة تبادلاً لإطلاق نار بين قوات الحكومة السورية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الحكومة.

وبثت وسائل إعلام رسمية ومقربة من حكومة دمشق الأحداث، آنذاك، على أنها انتفاضة عشائرية عربية ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

لكن مسؤولين في الإدارة الذاتية وسياسيين في المنطقة، اتهموا مسؤولي الحكومة السورية وعلى رأسهم محافظ الحسكة بالسعي “لإشعال فتنة كردية-عربية في الجزيرة.”

وحمّلَ بيان صدر عن القيادة العامة للأسايش،حينها، مجموعات “الدفاع الوطني” التابعة للحكومة بمحاولة “زرع فتنة بين مكونات المنطقة.”

إعداد: هوشنك حسن – تحرير: حكيم أحمد